آل الأحمر والتناحر بدماء الآخرين

ما بالنا وعشيرة الأحمر الدموية اللعينة؛ حين انقسمت على نفسها خلال الثورة الشعبية الحقيقية وظن أحد طرفيها أن الحصانة لعلي صالح ستعبد له الطريق إلى الحكم، حشد كل الدهماء وشيوخ الدين لتسويغها وإسكات باقي قوى الثورة المعترضة عليها. وحين بدا لهذا الطرف أنه قد حيل بينه وبين مقاليد الحكم كاملة عاد يستدعي معشر الدهماء ذاتهم ليجولوا شوارع العاصمة تحت مسمى مظاهرات ثورية لمحاكمة المخلوع وإسقاط الحصانة.
وليت هؤلاء المتظاهرين ، وغالبيتهم مخلصون للثورة بحق وأنقياء، يدركون أن إثارة المطالبة بإسقاط الحصانة عن صالح أمر لا صلة له ببناء الدولة التي وعدت بها الثورة بل بمكابرة متبادلة بين طرفي النظام السابق لأن الطرف الذي يحشد الآن لإثارة مسألة الحصانة هو ذاته يفعل بالدولة نفس الأفاعيل التي يفعلها طرف صالح، فكلاهما لا يطيقان قيام دولة مدنية حديثة تساويهما بسائر المواطنين اليمنيين.
أسوأ ما في الثورات أن يكون جمهورها ممن يؤمن بقاعدة "سمعنا وأطعنا" والأفدح من ذلك حين يدخل ضمن هذا الجمهور سياسيون وصحفيون وموجهون اجتماعيون يفترض بهم تقليب الأمور وتفكيك المقاصد والنصوص وعدم تطويع أنفسهم لتلقي الأفكار الجاهزة.
من حائطه على فيس بوك